القاهرة , أحمد فتحى رزق
كما أن للشاعر (وجود مكثف في الحياة )
فكذلك المثقف الرافض للشكل القائم-الآني للوجود!
ذلك بالضبط عكس الفكرة البسيطة لرؤية البرجوازي الصغير عن الكون،
ثنائية الخير والشر، الأبيض والأسود، الملاك والشيطان.
حتى في تلك الفكرة البسيطة،
كمن تعقيدا ما،
رابعة العدوية أو جان دارك أو إيفا بيرون أو حتى.. تحية كاريوكا!
هناك الحالة الأنسانية المركبة: في شيطان الفن والحب والجنس،
وأحيانا المباح حتى حد الإباحة،
قد تكمن قيمة عظمى تحرر شعوبا وأوطانا، وتخلق قديسات!
حتى هذه، لا يقبلها العقل الأخلاقي النمطي، فهو يعود فينفي عن القديسة أنها كانت يوما راقصة مباحة،
فيحولها إلى قديسة تحولت إلى قديسة،
فلا يعود هناك في الأسطورة ما يثير الخيال،
الرغبة في الندم والتوبة!
ليس إلا عالم كاهن عجوز عالمه مكون من آله أزلي ثابت وشيطان ملعون! يتم نفي الفكرة الأنسانية القديمة
عن أن الشيطان ( ست ) كان آلها، وطرد من عرشه!
يعود المثقف البرجوازي الصغير ليطل بثنائيته القديمة:
من رحم الليل ينشق النهار!
المقولات المبتذلة من هذا النمط، لا تنتهي! عودة ثانية إلى عالم كافكا: لا شيء يبدو كما هو في حقيقته،
الثنائيات بطبيعتها ليست فقط ضد أمكانية أي أبداع،
بل هي ضد الحياة ذاتها!